الأربعاء، 9 مارس 2011

ربما لن يكون لها عنوان

عن الفراق أكتب لكي اليوم وأعرف أني بهذا أضرب على وتر ٍ حساس يدمي القلب ويدمع العين فعندما ترتفع يد إحدانا ملوحةً بالوداع لمن يحب يشعر إن الدنيا أظلمت وأن الفرحة رحلت وأن أيام السعادة والطمأنينة ولت ...  تتضائل الأحلام والآمال وتطغى قسوة الوحدة على الموقف ويكأنا نرى الضياع طريقاً محتماً لنا بعدهم .... !!!

نمضي بطريقنا متخبطين نلتمس الوجهة الصحيحة والحضن الدافىء الذي يغمرنا بما نقص من حنان والصداقة الحقيقية ونكون بأمس الحاجة لمعاني الإخلاص والوفاء من من حولنا ... فنحن بعد فراقهم في مرحلة ٍ لا نتحمل أي جرح ٍ جديد  ولا أي انتكاسةٍ أخرى وتكون خيبة أمل ٍ واحدة فقط كفيلةٌ أن تدخلنا عوالم الحزن من أوسع أبوابه ... !!!

 نشعر بعدهم بوعكة الاشتياق ونلتزم فراشنا أياماً في ليالي السهاد والأرق نفكر فيهم .. نتمنى رؤية محياهم .. نتخيل طيفهم ..  نحاكيهم في الأحلام ... وعندما يطرأون على بالنا نقف لهم احتراماً ونشرح لهم حالنا بعدهم ... لا بل يدفعنا بُعدهم حد الجنون ... فترانا نستيقظ كل صباح ونذهب لأماكن كانوا يترددون عليها ونبدأ بالكلام كأنهم أمام ناظرينا فنشتكي لهم حياتنا ونشاركهم همومنا واهتماماتنا ونطلعه على مخططاتنا ونبوح لهم بأسرارنا  ونستأمنهم أمانتنا ... لنصحو بعدها على واقعنا المرير ولا نراهم بجانبنا .... !!!!!

وقتها فقط يظهر لنا كم نمتلك من أوقات فراغ وكم نحن موهوبون .. يزداد اهتمامنا بالروايات والكتب وتأمل بديع خلق الله سبحانه والثقافة والسياسة والتفاصيل الصغيرة جدا كل هذا علّ ذلك ينسينا ألم الفراق ... وقتها نعرف مقدار إنسانيتنا وضعفنا وقتها نعرف كم كانت كبيرةٌ المساحة التي كانوا يشغلونها في حياتنا ...!!!


نظل هكذا الى ان تأتينا تلك اليد الحنون لتكفكف دمع أعيننا وتنسينا بأس ماضينا وتنير الدرب لنا ... تأتي كما الترياق يشفي العليل .. كما هواء الحرية للأسير ... كما الماء بعد مسيرة أعوامٍ في السراب .. كما شمس الفجر تشع أملاً يبدد غيوم اليأس ... يكونون لنا السند على مر الأيام ويزيلون عن كاهلنا عناء الزمن وشقاء السنين ...

أعرف أنك تفكرين : " أن نظم الحروف سهل " ... ولكني وبكل يقين ٍ أرد نعم سهلٌ أن أكتب ولكن الصعب أن أكتب لكي " أنتي " فما عادت حينها كلماتي كلماتٌ فقط إنها نزف مشاعر و أنهارٌ من الأحاسيس الصادقة ... أفهمك وأتفهم إحساسك بالضيق والكدر ولكني أعدك وعوداً غليظة من إنسانٍ أظنك تعرفين صدقه أن أكون لكي السند واليد الحنون و الصديق المقرب و رفيق الدرب و سأحاول جاهداً أن أنسيكي الهم وأدخل لقلبك الفرح والسرور .... وستجديني على الدوام أوفى من عرفتي وأصدق من عاشرتي فدمتي لي الرفيقة  ودامت مودتنا على مر العصور ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق